ما بعد هـامـان
بقلم : الشاعر عبد الرحمن البجاوى
قد غار (هامانُ) والفرعونُ محصــــورُ
والقصـرُ طــــــــــــار فـلا عقـلٌ وتفكيرُ
وخُرّبـــــتْ دارة الأمجــاد ناعقـــــــةً
غربانُهــــا وتـولاهــــــــا المسـاعيـرُ
واستأسـد الحمَـل المفلوتُ مندفعــا
بين البرايـا وسيف الحقـد مشهـورُ
فـلا أمـــــــــــــانَ لأهـلي في مدائننــا
والليلُ ملءُ القرى يبكيـه ( هــاتورُ )
وكلُّ أم تنـــاجي طيـف من صمـدوا
إذْ روّعــوا ورصاص الغـدر موتورُ
تبكي الدماءُ لدى الميـدان جازعـةً
والطيرُ في عشّـــه أضنـاه تحريــرُ
وكم يتيــــــم برمـل الفقـر قـد ندبتْ
من أنجبتـه وغـاض المـاءُ والنــورُ
ودُمّـر الأمـنُ وانهــــــــــارت جحافلُه
ويصرخ الشعبُ ياأهل الندى ســيروا
والأفــــــــــقُ غيمـان بالأنـواء مرتعـدٌ
والنجـم قد آده في الكــون ديجـــور !!
فمن تنــــادي وهذي ( مصرُ) ثورتهـا
قــد راوغتهــا على النيـــل الأعاصيـرُ
****
عــــامٌ تــــــولّى وبعــــض كـرّ لاثمـــــرٌ
والبـوم في حقلنـــــا يرويــــه سِكّيـــــــرُ
وجفّ حلقيَ والأشجـارُ قد سقطتْ
أوراقهــــــا , وتحـداهـا المناشيـرُ
وبـــــات إعلامُنـا يعـوي بـــــلا هـدفٍ
وعانـق " الدشَّ" طبّــــالٌ ومزمــــورُ
هنـــــا اعتصـــــامٌ وإضــرابٌ وعالقــــة
لا تفهــــم الديـنَ آواهــــــــا الفرافيــــــرُ
وبيــن (سينـا وإسنـا ضبعةٌ ) نهبـــــتْ
و( بور سعيدُ ) افتــــرى فيها المياسيرُ
وفي المحـــــــاكم أشيـــاءُ مزخـرفـــةٌ
كلٌّ يجـود بمـــــــا تطــوي الدســـاتيرُ
والجامعـات غـدتْ أسرابهــــــا بــــؤرا
لكل حــــــــزب وما ينصـــــاع مأمــورُ
فأين أيـــن رجـال العلم في وطنـي
والهندُ قـد رجّها بالفكر ( طاغورُ )
والأزهـــــر الحـرُّ فرســـانٌ مجاهـــدةٌ
وكم تعــــالى , وداستْ خيلُه اليـورو
والبغي قاومه في الشرق من صمدوا
وقــــــدّم الـروحَ شبّـــــانٌ مغاويــــرُ
وكم تمـاهــتْ بنـــــا الأحـزاب نائبـةً
عن آلهــــا ، ولــواء الشعب منصورُ
فانظــــــر لأركانهـا واقـرأْ وقـائعهــا
حيث المقـاعــــد مِقـــوال ونِحـــريرُ
والله يرحـم ( شوقي ) في مطـالبـــــه
إذْ بــــــــاح بالسـرّ فاندكّتْ أساطيـــرُ
****
يا قـوم ما هـذه الأوطـــــــــــان ملعبة
لكل مـن يتبـاهى وهْـــــــو مغــــــرورُ
والحقُّ يهـدي بُناة العدل ما صدقوا
ويحفـظ الصـفّ مما كاد ممـــرور!!
وحسبنــا كلمـــة ٌ جـادتْ بهــــا لغــــةٌ
لله تعنــــو وفي الميــــــزان توقيــــــرُ
فلنعتصـــــمْ بهدى الرحمـن يجمعنـا
كي نعبـــر الأمس َوالإيمـان موفـور
والعلمُ أمضى سلاح فيه نهضتنــا
تجــدد العهــــد والإصلاح ميسـورُ
قد ضلّ هامان فامشوا فوق جثتـه
وحطّموا اليأس مهما لفـه الزورُ
والله يحمــي بلادي شـــرّ عاصـــفةٍ
خلف الفراعينِ فامضوا : كلُّنا سـورُُ
............................................................
نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/03/22/255049.html